للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يزل المقدسي كثير الوهم فيما يجمعه؛ لتهوره وعجلته وإعجابه بنفسه، وإنما الشيخ الذي لم يخرج له البَيْهقي عنه في "فوائده" هو بشر بن أحمد الإسفراييني، فإن العيار قد روى عنه هذا من حديث قتيبة بن سعيد، ورأيت بخط الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني أحاديث قد كتبها عن العيار عن بشر بن أحمد الإسفرإييني، ثم إنه عاد وضرب عليها بقلمه، وكتب عنها،: "كذب العيار في روايته عن بشر"، والله أعلم، فان كان ابن طاهر قد سمع ممن حكى عنه أنه بشر، واشتبه عليه بن أحمد فهو صحيح، وإلا فليس بشيء، والله أعلم.

وقال أبو طاهر أحمد بن محمَّد السِّلفي في "كتابه": سمعت الشيخ الإِمام أبا بكر محمَّد بن منصور السمعاني ببغداد يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذن بنيسابور يقول: كان والدي سيء الرأي في سعيد بن أبي سعيد العيار الصُّوفي، ويتكلم فيه، ويطعن فيما روى عن بشر الإسفراييني خاصة، وذكر ابن السمعاني قصة ذهبت علي.

قال الذهبي في "النبلاء" و"التاريخ" واللفظ له: قلت: لهذا ما خرَّج له البَيْهقي عن بشر شيئاً، وسماعه منه ممكن، فقد ذكر الحافظ ابن نقطة أن مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشرة سنة، وفي الجملة فهو ممن عُمِّر، فإنه رحل بنفسه إلى مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم.

وقال في "الميزان": تكلم في بعض سماعاته أبو صالح المؤذن، وطعن فيما يرويه عن بشر بن أحمد الإسفراييني خاصة. قلت: ويحَتمِلُ أنه لقيه، فإن سعيداً ممن جاوز المائة.

<<  <   >  >>