للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحرب فهدأ عنه عمر رضي الله عنه" (١) والتزموا طاعة الأمير رغم فضل الكثير منهم عليه وسبقهم إياه في الدخول إلى الإسلام .. وكان أبو بكر رضي الله عنه أرفع الصحابة منزلة وأعلم الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعلم الناس بمراده الذي خفي على كثير منهم .. لذا لجأوا إليه ووسطوه بينهم وبين عمرو بن العاص عله يأذن لهم بإشعال النار وسط هذا الزمهرير الذي لا يخففه سوى أكوام من الحطب واللهب .. فتوجه أبو بكر ليشفع لهم عند أميرهم فكان رد الأمير أشد من ذلك الزمهرير وأقسى .. لقد "منع الناس أن يوقدوا بليل نارًا فكلموا أبا بكر رضي الله عنه فقالوا: كلمه لنا فأتاه فقال: زملوك إلي لا يوقد أحد منهم نارًا إلا ألقيته فيها" (٢)

إلى هذه المسافة وصلت الصرامة بعمرو بن العاص رضي الله عنه .. لم يأبه لتلك الوساطة التي تقدم بها خير الأمة رغم تقديره الشديد لصاحبها لكن يبدو أن لدى عمرو من المبررات ما يدفع به إلى هذا المستوى من الشدة .. وبالفعل فقد كان العدو على مقربة من جيش المسلمين الذي تأهب من الغد وأخذ أوامره وخططه من أميره لينفذها كما صدرت .. ودارت معركة كانت نهايتها للمؤمنين "فلقوا العدو فهزموهم" (٣) وغنم المسلمون ذلك الجيش وهزموه ورأى عمرو ما بشره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه الحاكم ٣ - ٤٥ عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال والزيادة لابن أبي شيبة ٦ - ٥٣٩ حيث توبع ابن إسحاق تابعه الإمام الثقة وكيع بن الجراح رحمهم الله جميعًا والمنذر ثقة انظر التقريب ١ - ٢٧٤ وشيخه تابعى ثقة من رجال الشيخين التقريب ١ - ٤٠٣.
(٢) سنده صحيح رواه في الآحاد والثاني ٢ - ١٠٣: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي نا أبي ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص وهذا السند صحيح مر معنا في هذه القصة وسعيد ثقة ووالده صدوق وهما من رجال الشيخين.
(٣) سنده صحيح وهو جزء من الحديث السابق في الآحاد والمثاني ٢ - ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>