للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عفوت عنك يا ثمامة" (١) "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل .. ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي .. والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي .. والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي .. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر" (٢) "فيسره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرته وعلمه فخرج معتمرًا" (٣) بعد أن اعترف بذنبه واستحقاقه لعقوبة القتل .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسره بكرمه وعفوه بعد أن أطلقه من أسر الحبال ..

رافع الطائي وثمامة الحنفي وبنو المصطلق وكثير من البشر قد لا يتأثرون بكثرة صلاة المسلم أو صيامه ولا بشكل لحيته وطول ثوبه بل قد يرونها -قبل أن يسلموا- نوعًا من تعذيب الذات من أجل الخلاص .. هذه النوعية من البشر لا تأبه بالعبادات قبل هدايتها .. هي منساقة خلف خلق جميل وتعامل راق .. مأخوذة بالدين المعاملة لا بالدين العبادة .. وهي طائفة لا تجد أفضل من محمد - صلى الله عليه وسلم - للتعامل معها .. لا تجد أفضل من محمد يتهادى خلف كلمات ربه التي تقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا


(١) حديث صحيح سيأتي تخريجه بعد الحديث التالي.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم ٣ - ١٣٨٦.
(٣) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي في الدلائل ٤ - ٨٠ حدثني سعيد المقبرى عن أبي هريرة وأخبرني سعيد عن أبي عن أبي هريرة وهو سند صحيح انظر التخريج التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>