للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشكوى إلى الإِمام تكون الشفاعة قد وصلت إلى طريق مسدود .. وتتحول الشفاعة في هذه الحالة إلى كبيرة قال عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عَزَّ وَجَلَّ فقد ضاد الله في أمره" (١)

كان تطبيق هذا الحد يعني أشياء كثيرة منها تسليم الجميع بوجود دولة عظيمة ذات نظام يرتب حياتها وينطلق بها ماديًا وروحيًا .. وكان من ضرورات النظام الجديد إزالة كل شوائب الجاهلية وآثارها التي قد تسبب ارتكاسة للأمة في الحاضر أو المستقبل .. ومن أجل ذلك لم يأمر - صلى الله عليه وسلم - بقطع يد إحدى النساء بل أمر بقتلها .. فلماذا:

[النبي (صلى الله عليه وسلم) يأمر بقتل امرأة]

هذه المرأة لم تسرق مالا ولم تقتل إنسانًا .. فقط اكتفت بجر الأمة إلى هاوية الشرك .. تلك هي العزى التي هتف أبو سفيان باسمها بعد انتهاء غزوة أحد .. فما هي العزى ومن بعث - صلى الله عليه وسلم - من شجعانه للقضاء عليها؟

أحد الصحابة يقول:

"لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى .. فأتاها خالد بن الوليد وكانت على تلال السمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها .. ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال:


(١) سند صحيح رواه الإمام أحمد ٢ - ٧٠ وغيره من طريق زهير بن معاوية ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعمر بن راشد ١١ - ٤٢٥ وغيره من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني عن ابن عمر .. زهير ثقة: التقريب ١ - ٢٦٥ وعمارة لا بأس به من رجال مسلم: التقريب ٢ - ٥١ ويحيى بن راشد الدمشقي تابعي ثقة: التقريب ٢ - ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>