للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى كنت عند ورك الجمل .. ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته .. فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر .. ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه.

فاستقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه فقال: من قتل الرجل؟

قالوا: ابن الأكوع، قال: له سلبه أجمع" (١)

حصل ابن الأكوع على سلب الجاسوس وتخلص المسلمون من شره .. وتهيأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه لقتال المشركين وتواجه الجيشان فـ:

[كيف سارت المعركة على أرض حنين]

في البداية كانت المواجهة بين الجيشين على أرض الوادي دون تدخل رماة المشركين .. وعندما التحم الجيشان هجم المسلمون ببسالتهم المعروفة فاكتسحوا عدوهم وهزموهم بل وطاردوهم .. وكان فارس الإِسلام أبو قتادة أحد هؤلاء حيث يقول رضي الله عنه "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة .. فرأيت رجلًا من المشركين علا رجلًا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه .. فأقبل عليّ فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني" (٢) وسقط ذلك المشرك جثة هامدة وهرب المشركون من أرض المعركة فلاحقوهم ولكن يقول البراء: "لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم" (٣) وبدأ الطلقاء يجمعون الغنائم الهائلة التي خلفتها هوازن ومن معها .. ومرة أخرى تطل المأساة برأسها


(١) صحيح مسلم ٣ - ١٣٧٤.
(٢) صحيح البخاري ٣ - ١١٤٤.
(٣) صحيح البخاري ٤ - ١٥٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>