للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتحدث عن الفرار يوم حنين بقوله: "أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولى" (١) "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -" (٢) لقد توجه - صلى الله عليه وسلم - نحو الكفار بمفرده بعد أن "ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته نحو الكفار" (٣)

كان مشهد الهروب محزنًا لفارس الإِسلام أبي قتادة رضي الله عنه الذي يقول عن تلك اللحظات "لما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلًا من المشركين علا رجلًا من المسلمين .. فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه .. فأقبل عليّ فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت .. ثم أدركه الموت فأرسلني .. فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله" (٤) ففرار جيش هذا الحجم شيء لا يصدقه عمر .. "وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن .. ثم قال: أين أيها الناس؟ هلموا إلي أنا رسول الله .. أنا محمَّد بن عبد الله .... فلا شيء حملت الإبل بعضها على بعض .. فانطلق الناس إلا أنه قد بقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من المهاجرين والأنصار واهل بيته وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث والفضل بن العباس وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد قتل يومئذ .. ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح له طويل أمام هوازن وهوازن خلفه إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه


(١) صحيح مسلم ٣ - ١٤٠١.
(٢) صحيح مسلم ٣ - ١٤٠١.
(٣) حديث صحيح رواه مسلم ٣ - ١٣٩٨ والنسائيُّ في السنن الكبرى ٥ - ١٩٧ واللفظ له.
(٤) صحيح البخاري ٣ - ١١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>