للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس .. فاقتتلوا وكانت الدعوى أول ما كانت: ياللأنصار .. ثم خلصت أخيرًا ياللخزرج .. وكانوا صبرًا عند الحرب فأشرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركائبه فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون فقال: الآن حمي الوطيس" (١) والجلاد والقتال واستعر كالبركان .. وقد كان الصحابة الذين حضروا المعركة ورووا أحداثها قليلين وهم كالغصن وسط تلك الغابة التي تجاوزت العشرين ألف مقاتل من الطرفين .. لذلك كان قرب معظمهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء المعركة نادرًا وللحظات .. فكان كل صحابي يروي المشهد الذي رآه والحالة التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء مروره فقط .. أحد هؤلاء الصحابة مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء الهزيمة فرأى صحابيًا يدعى زيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوصف ذلك المشهد بقوله "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين انكشف الناس عنه فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد .. آخذ بعنان بغلته الشهباء وهي التي أهداها له النجاشي .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك يا زيد ادع الناس فنادى: أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم فلم يجب أحد عند ذلك فقال: ويحك حض الأوس والخزرج فقال: يا معشر الأوس والخزرج .. هذا رسول الله يدعوكم فلم يجبه أحد عند ذلك .. فقال: ويحك ادع المهاجرين فإن لله في أعناقهم بيعة .. فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون وكسروها تم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح عليهم" (٢)


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق السيرة: ٥ - ١١٠ حدثني الزهريّ عن كثير بن العباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: وهذا السند صحيح الزهريّ تابعي إمام ثقة أشهر من أن يعرف وشيخه صحابي صغير.
(٢) سنده صحيح رواه ابن أبي شيبة ٧ - ٤١٧ حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة مرسلًا وآخره متصل وليس كما في المطالب حيث وهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>