للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على رحل خالد حتى حللنا على رحله .. فإذا خالد بن الوليد مستند إلى مؤخرة رحله فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى جرحه ونفث فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (١) .. وقد أصيب غير واحد من الصحابة منهم: عبد الله بن أبي أوفى .. حيث يقول أحد الذين رأوا إصابته: "رأيت بِيَدِ ابن أبي أوفى ضربة .. قال ابن أبي أوفى: قد ضربتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين" (٢)

وهناك إصابات أخرى عديدة ألمت ببعض الصحابة أثناء المعركة .. لكن هناك ما هو أكثر من تفقد الجرحى والصلاة على الشهداء .. فقد كان الإِسلام على تلك الساحة حاضرًا بكليته بسماحته وعدله .. فعلى تلك الأرض وبعد انتهاء معركة حنين .. وبينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتفقد جرحاه أحضر بعض الصحابة رجلًا من الصحابة أنفسهم ابتلى بحب الخمر فشربها فسكر وهو في ظرف تتجول فيه المنايا بين الجنود .. ولما مثل بين يديه - صلى الله عليه وسلم - وتأكد من ارتكابه لجريمة الشرب أمر بـ:

[إقامة الحد على شارب الخمر]

يقول أحد الصحابة: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين سأل عن رحل خالد ابن الوليد فجريت بين يديه أسأل عن رحل خالد بن الوليد حتى أتاه جريحًا وأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بشارب فقال: اضربوه. فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب .. وحثوا عليه من التراب ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بكتوه فبكتوه


(١) سنده صحيح رواه الإِمام أحمد ٤ - ٨٨: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ قال وكان عبد الرحمن بن الأزهر يحدث وعبد الرزاق هو الإِمام الثقة صاحب المصنف وشيخه معمر ثقة ثبت فاضل معروف من رجال الشيخين التقريب ٢ - ٢٦٦ والزهري من أئمة التابعين الثقات وشيخه صحابي .. وبعد كلمة جرحه "قال الزهريّ: وحسبت أنه قال" وجاء عند الحميدي بسند صحيح وعند غيره الجزم بها.
(٢) حديث صحيح رواد البخاري ٤ - ١٥٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>