للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرون في الغنائم أوسمة للمحاربين ومكافأة لهم والأقرع وعيينة وأبو سفيان وأمثالهم لا يستحقون مثل هذا التكريم نظرًا لتاريخهم البعيد وحتى القريب حيث فروا من أرض المعركة .. هذه الكلمات غير المتزنة والتي ينقصها التروي وبعد النظر وجدت خصوبة لدى أحد المتهورين من فتيان الأنصار فأطلق كلمات غيرت وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعكرت صفو انتصاره بعد أن نقلها له أحد الصحابة الذي يروي ما حدث من:

[الاحتجاج على توزيع الغنائم]

فيقول: "لما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمة حنين قال رجل من الأنصار ما أراد بها وجه الله" (١) وذلك حين "آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسًا في القسمة وأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسًا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله .. فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قال: فأتيته فأخبرته بما قال .. فتغير وجهه حتى كان كالصرف (٢) .. فغضب من ذلك غضبًا شديدًا واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له .. ثم قال: فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله .. ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر .. قلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثًا" (٣)

لم يكن ذلك الأنصاري الطائش وحده الذي تطاول على النبي - صلى الله عليه وسلم - واتهمه بعدم العدل فإن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه سمع ورأى متهورًا آخر يتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعلن عن


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٥٧٦ والزيادة له أيضًا.
(٢) الصرف شجر أحمر.
(٣) صحيح مسلم ٢ - ٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>