للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن هؤلاء الخوارج الذين ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - مزيدًا من صفاتهم حتى لا ينخدع الناس بكثرة ركوعهم وسجودهم وصيامهم وقراءتهم للقرآن ولا بكثرة حلقهم لرؤوسهم .. يقول عليه الصلاة والسلام:

"يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية .. لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة" (١) "قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق" (٢) أي حلق شعر الرأس .. لكن هذا الخارجي يعتبر شاذًا اليوم أمام الحضور الغامر والجميل لكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. أما غير الشاذ على ساحة الجعرانة فهو إحساس بعض شباب الأنصار ببعض الغضاضة من ذهاب الغنائم إلى رجال لم يعرفوا الإِسلام إلا منذ أيام عندما قام - صلى الله عليه وسلم - "فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئًا فقالت الأنصار إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا" (٣) .. أحس - صلى الله عليه وسلم - بعتاب الأنصار وحبهم يتمددان في صدره فأحب أن يقدم لهم كنوزًا لا يستحقها سواهم .. ومجدًا لا يطاوله سواهم في الوقت الذي يفرح غيرهم بخشاش الأرض .. وذلك "لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السبي بالجعرانة أعطى عطايا قريشًا وغيرها من العرب [أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة ابن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس:

أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع


(١) صحيح البخاري ٣ - ١٣٢١.
(٢) صحيح البخاري ٦ - ٢٧٤٨.
(٣) صحيح مسلم ٢ - ٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>