للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث استشعار مراقبة الله ومن الخارج حيث أحكام الشريعة المالية والشخصية والدولية والجنائية وغيرها ..

كان - صلى الله عليه وسلم - يقدم في المدينة لمن يأتي بعده دور الزعيم والإمام والقاضي والأب والمواطن الصالح لكل زمان ومكان .. لا يشغله شيء عن شيء ولا يعتذر عن مخالطة الناس وتحسس قضاياهم بكثرة مشاغله واتساع دولته وكثرة غزواته ..

ها هو في إحدى بيوته وأحد أيامه السعيدة يبتهج بهدية جميلة تقدمها له مارية القبطية:

مارية تلد ابنًا للنبي (صلى الله عليه وسلم)

سَعِدَ عليه السلام بولادة ابنه الجميل وسماه باسم أبيه وأبي الأنبياء إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - .. وكان هذا الرضيع الجميل يملأ قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحظى بعنايته .. حتى انتقى له بيتًا من عوالي المدينة يتولون رضاعه وكان يترد على ذلك البيت كالشوق .. يصفه أنس بن مالك فيقول: "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. كان إبراهيم مسترضعًا له في عوالي المدينة .. فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت .. وإنه ليدخل وكان ظئره قينًا فيأخذه فيقبله ثم يرجع" (١) كانت تلك القبلات الحانية موضع استهجان بعض الأعراب الذين أكسبتهم الصحراء بعض ما فيها .. فقد "قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتقبّلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم فقالوا: لكن والله ما نُقَبِّل .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة" (٢).


(١) صحيح مسلم ٤ - ١٨٠٨.
(٢) صحيح مسلم ٤ - ١٨٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>