للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير .. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه بالبركة .. ثم قال: خذوا في أوعيتكم فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة" (١)

معجزات كثيرة طمأنت قلوب المؤلفة قلوبهم ومسلمي الفتح ومسلمي حنين وغيرهم ..

وهي ليست غريبة على عمر الذي طلبها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وبعد فماذا سيفعل عليه السلام ولا حرب ولا روم هنا ولا فائدة من البقاء في مكان لا يرون فيه سوى الجوع والعطش ..

لقد قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبقى أيامًا جاعلًا أرض تبوك مركزًا لنشاطات عسكرية وسياسية مختلفة .. وأول المستهدفين بتلك النشاطات هم من جاء من أجلهم: الروم .. لقد قرر - صلى الله عليه وسلم -

[إرسال رسالة إلى قيصر الروم]

" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة .. فقال رجل من القوم: وإن لم أقتل؟ قال: وإن لم تقتل .. فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره فرمى بالكتاب على البساط وتنحى .. فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ثم دعا رأس الجاثليق فأقرأه فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك .. فنادى قيصر: مَنْ صاحب الكتاب فهو آمن؟ فجاء الرجل فقال: إذا أنا


(١) صحيح مسلم ١ - ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>