للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنه وطريقة قتله في ميزان محمَّد الإنسان لا النبي جعلته لا يطيق النظر إلى وجه قاتل حمزة ذلك الوجه الذي سيجدد أحزانه وينشط أوجاعه ..

[وبعد إسلام ثقيف ووحشي ..]

بعد تلك الدروس وغيرها وبعد أيام ودعوا نبيهم - صلى الله عليه وسلم - متجهين نحو الطائف .. ولما وصلوا إلى حيث رواحلهم التي يحرسها الشاب عثمان بن العاص طلبوا منه التحرك وعدم الدخول إلى المدينة .. لكن ذلك الشاب كان يحمل في قلبه أشياء لا يستطيع أحد أن يحملها أو يترجمها عنه .. يقول رضي الله عنه: إن قومه ثقيف "خرجوا فقالوا: انطلق بنا قلت: أين؟ فقالوا: إلى أهلك .. فقلت. ضربت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - أرجع ولا أدخل عليه وقد أعطيتموني من العهد ما قد علمتم قالوا: فاعجل فإنا قد كفيناك المسألة لم ندع شيئًا إلا سألناه عنه .. فدخلت .. فقلت: يا رسول الله: ادع الله يفقهني في الدين ويعلمني .. قال: ماذا قلت فأعدت عليه القول فقال: لقد سألتني شيئًا ما سألني عنه أحد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك وأُمَّ الناس بأضعفهم" (١) ثم أوصاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بوصية هامة:

تحريم اتخاذ مؤذن يطلب أجرًا على أذانه

قال - صلى الله عليه وسلم - لعثمان "أنت إمامهم فاقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا" (٢)


(١) حديث صحيح مر معنا أوله عند قدوم وفد ثقيف.
(٢) سنده صحيح أحمد ٤ - ٢١وغيره من طريق سعيد الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص .. فسعيد بن إياس ثقة التقريب ١ - ٢٩١ وأبو العلاء كان ثقة فاضلًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>