للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبلغوهن من وراءكم" (١) "قالوا: يا نبي الله ما علمك بالنقير؟ قال: بلى جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء أو من التمر ثم تصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم أو إن أحدهم ليضرب ابن عمه بالسيف قال وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك قال: وكنت أخبئها حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ففيمَ نشرب يا رسول الله قال: في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان .. وإن أكلتها الجرذان" (٢)

أي وإن قلت تلك الجلود وأصبحت نادرة لأكل الجرذان لها ..

لكن هذا الحكم لم يدم فقد أنزل الله على نبيه حكمًا بالسماح بالشرب في الدباء وهو وعاء مصنوع من القرع بعد تفريغه .. والحنتم وهي جرة الخمر الخضراء .. والمزفت وهو وعاء مطلي بالزفت .. وكذلك النقير وهو خشبة منحوتة على شكل إناء لشرب الخمر .. وكأن الحكم السابق نزل لنزع كل ما يذكر الإنسان بالخمر من أواني تفنن في صنعها لإضفاء أجواء معينة على مجالس الشرب .. كما نزلت أحكام جديدة .. قال "بريدة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها .. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم .. ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرًا" (٣)

ثم توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد أبرز هذا الوفد الكريم وأثنى على صفتين


(١) صحيح البخاري ٦ - ٢٦٥٢.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم ١ - ٤٨.
(٣) صحيح- مسلم ١ - ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>