للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المواصلة .. في هذه الحالة عليه أن يذبح هديًا من الغنم أو البقر أو الإبل: لأن الله سبحانه يقول: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} لكن هنا يأتي الاشتراط مخرجًا من هذه الأزمة .. تقول عائشة رضي الله عنها:

"دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضباعة بنت الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها: حجي واشترطي .. قولي: اللَّهم محلي حيث حبستني" (١) أي أنها إذا تعرضت لمانع ما فإن إحرامها ينتهي مباشرة وتصبح في حل من إحرامها دون ذبح فدي إذا اشترطت بتلك الكلمات عند إحرامها ..

امتثلت ضباعة وانطلقت مع الحجيج ..

كان سيلًا بشريًا متدفقًا هادرًا كالرعد يغسل السماء والأرض من عفن الخرافة والوثنية .. رجل كان قبل عشر سنوات يفر مع رفيقه من مكة طريدًا شريدًا باحثًا عن مأوى .. واليوم يعود إلى مكة بالمهاجرين والأنصار وبالجزيرة العربية كلها .. مشهد يتمنى المرء لو تمتع به ولو للحظات .. كان بعض الصحابة قد أحضر معه هديًا من الإبل ليذبحه لله في الحج فتحرج من ركبوها واكتفى بالسير على قدميه فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - .. "فقال: اركبها .. قال: إنها بدنة .. قال: اركبها .. قال: إنها بدنة .. قال: اركبها ويلك" (٢) وقال: "اركبها بالمعروف حتى تجد ظهرًا" (٣) .. ركب الصحابي دابته وجاء صحابي آخر يسأل عن:


(١) صحيح البخاري ج: ٥ ص: ١٩٥٧.
(٢) صحيح البخاري ٥ - ٢٢٨٠.
(٣) صحيح مسلم ج:٢ ص: ٩٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>