للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنها: "خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب .. ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن ابن أبي بكر .. فقال: اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا ثم ائتيا ها هنا فإني أنظركما حتى تأتياني .. قالت: فخرجنا حتى إذا فرغت وفرغت من الطواف ثم جئته بسحر فقال: هل فرغتم؟ فقلت: نعم فآذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر متوجهًا إلى المدينة" (١) فتقول: "فلقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها" (٢) "فاعتمرت فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذه مكان عمرتك" (٣)

ثم لحقت هي وأخوها عبد الرحمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - .. ولما التحقت عائشة بالركب حدثت قصص طريفة بين زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وبينه وبينهن .. لعبت الغيرة دورها المعتاد رغم عودة الجميع من رحلة الحج الرائعة .. وتألق النبي - صلى الله عليه وسلم - كعادته بسلوكه التربوي الرائع .. في طريق الأشواق إلى المدينة كان النبي عليه السلام يشعر بمعاناة و:

[شكوى زوجته صفية من جملها]

وقد كانت صفية قاسية على مشاعره الفياضة .. وقد استغلت صفية كون ذلك اليوم يومها كي تقطف المزيد من الحنان والدلال .. لكنها بالغت في الشكوى حتى كلفتها مبالغتها تلك متعة يومها ذلك ..

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه:

"كانت صفية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر وكان ذلك يومها فأبطأت في المسير فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي وتقول حملتني على بعير


(١) صحيح البخاري ٢ - ٥٦٥.
(٢) صحيح البخاري ٢ - ٥٦٦.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٥٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>