للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هل سيقوى عليه قلب فاطمة وعائشة وبقية أمهات المؤمنين .. ذات يوم كانت عائشة تشتكى رأسها فقالت: "وارأساه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك .. فقالت عائشة: واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون" (١) "ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابًا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" (٢) كانت كلمات كالوداع فقد مرض بعدها النبي - صلى الله عليه وسلم - مرضًا شديدًا أقعده وأثقل حركته حتى عن التنقل بين أبيات زوجاته وذلك بعد عودته من دفن بعض أصحابه رضي الله عنهم .. تقول عائشة رضي الله عنها: "رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسى وأنا أقول: وارأساه قال: بل أنا والله يا عائشة .. وارأساه ثم قال: ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك؟ فقلت: والله لكأني بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتي فأعرست ببعض نسائك فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتنام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي .. فأذِنَّ له فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر (٣) تخط قدماه الأرض عاصبًا رأسه حتى دخل بيتي" (٤) كان مشهدًا


(١) صحيح البخاري ٦ - ٢٦٣٨.
(٢) صحيح مسلم ٤ - ١٨٥٧.
(٣) هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٤) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه الطبري ٢ - ٢٢٦ - ٢٢٩ واللفظ له والبيهقيُّ في الدلائل ٧ - ١٦٩: حدثني يعقوب بن عتبة عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>