للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" (١) .. خرج ابن مسعود وجاء غيره بينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاني الألم والمعانة حتى أغمي عليه فاقترح عمه العباس أن يقدم له علاجًا يسمونه: (اللد) واللد هو أن يسقى المريض دواءًا من أحد شقي الفم مما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاقب من قام بذلك بعقاب ظريف بعد أن أفاق .. تقول عائشة: "ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيته وتتام به وجعه حتى غمر .. واجتمع عنده نساء من نسائه أم سلمة وميمونة ونساء من نساء المؤمنين منهم أسماء بنت عميس وعنده عمه العباس بن عبد المطلب .. وأجمعوا على أن يلدوه فقال العباس: لألدنه .. فلد فلما أفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من صنع بي هذا؟ قالوا: يا رسول الله .. عمك العباس قال: هذا دواء أتى به نساء من نحو هذه الأرض وأشار نحو أرض الحبشة قال ولم فعلتم ذلك؟ فقال العباس: خشينا يا رسول الله أن يكون بك وجع ذات الجنب .. فقال: إذن ذلك لداء ما كان الله ليعذبني به لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي .. فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة لقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقوبة لهم بما صنعوا" (٢)

كان - صلى الله عليه وسلم - يذكر لعائشة شيئًا محددًا من الألم كان يشعر بـ:

[آلام سم اليهودية]

يخاطبها وهي تمرضه فيقول: "يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر .. فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم" (٣) أي انقطاع عرقي من أثر ذلك السم ..


(١) صحيح البخاري ٥ - ٢١٣٩.
(٢) جزء من حديث ابن إسحاق السابق.
(٣) صحيح البخاري ٤ - ١٦١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>