للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتحدثت عن ذهولها فقالت: "مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سحري ونحري وفي بيت لم أظلم فيه أحدًا فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض وهو في حجري .. ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألدم مع النساء وأضرب وجهي" (١) .. بكت أمهات المؤمنين وبكت النساء وبكى الرجال ولم يبك عمر بن الخطاب بل قام يخطب غاضبًا فيمن حوله ومهددًا من يقول أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات .. فطلبوا من رجل من أهل الصفة اسمه سالم بن عبيد أن ينادي أبا بكر فقد اشتد غضب عمر حتى لقد قال من شدة الصدمة "لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا. فسكتوا وكانوا قومًا أميين لم يكن فيهم نبي قبله .. قالوا: يا سالم .. اذهب إلى صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فادعه قال سالم: فخرجت فوجدت أبا بكر قائمًا في المسجد قال أبو بكر: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قلت: إن عمر يقول لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا .. فوضع يده على ساعدي ثم أقبل يمشي حتى دخل .. فوسعوا له حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكب عليه حتى كاد أن يمس وجهه وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استبان له أنه قد مات .. فقال أبو بكر: إنك ميت وإنهم ميتون" (٢). وصل أبو بكر من بيته الذي يقع في مكان شرقي المدينة يقال له: (السنح) .. "أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه أبو يعلى ٨ - ٦٣ والبيهقيُّ في الدلائل ٧ - ٢١٣ حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول ... ويحيى ووالده ثقتان وقد مر معنا هذا الإسناد كثيرًا.
(٢) سنده صحيح رواه النسائي في السنن الكبرى ٤ - ٢٦٣ أنبأ قتيبة بن سعيد قال حدثنا حميد ابن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد .. ونبيط بن شريط صحابي صغير ونعيم تابعى ثقة: التقريب ٢ - ٣٠٦ وهو ابن أبي هند وتلميذه ثقة من صغار التابعين: التقريب ١ - ٣١٩ وحميد الرواسي ثقة من رجال الشيخين: التقريب ١ - ٢٠٣ وقتيبة ثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب ٢ - ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>