للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر" (١)

وبعد أن انتهى عمر من خطبته نزل عن المنبر وطلب من أبي بكر الصعود كي يبايعه المؤمنون .. لكن أبا بكر رفض فلم يزل عمر يلح عليه حتى صعد .. يقول أنس رضي الله عنه: "سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر .. فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة" (٢)

"فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة [فلما قعد أبو بكر رضي الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا رضي الله عنه .. فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به .. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين؟

فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثم لم ير الزبير بن العوام رضي الله عنه فسأل عنه حتى جاءوا به .. فقال: ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله .. فبايعاه] فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله .. ثم قال: أما بعد أيها الناس .. فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ... الصدق أمانة والكذب خيانة .. والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله .. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل .. ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء .. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله


(١) صحيح البخاري ٦ - ٢٦٣٩.
(٢) صحيح البخاري ٦ - ٢٦٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>