للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك، ويغضب لك قال: نعم. هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) (١).

(نعم وجدته في غمرات النار فأخرجته إلى ضحضاح) (٢) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه) (٣).

هذه هي حدود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وهذا كل ما يستطيع فعله له قال - صلى الله عليه وسلم - لمن حوله والحسرة في صدره:

(لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار، يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه) (٤) لكن أين تذهب أعماله .. أين جزاء هذا البطل .. كيف تكون النار مصيره؟ لقد خدم الإِسلام رغم كفره أكثر مما خدمه بعض المسلمين .. لقد أحاط ابن أخيه - صلى الله عليه وسلم - ودافع عنه .. وواجه قريشًا .. وشراسة قريش من أجله، فلماذا ولماذا .. ؟

العواطف الجياشة تفجر أسئلة ذاهلة .. تفجر مذاهب .. تبعثر الصفوف تبحث عن إجابة .. إجابة عاطفية محمومة .. لكنها ما سألت يومًا عن أبي طالب نفسه .. هل كان إدراكه في مستوى حميته وشهامته .. هل خدم نفسه كما خدم الإِسلام .. هل ارتقى بروحه كما ارتقى من يدافع عنهم سنوات وسنوات وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. يشرح له يوضح


(١) حديث صحيح متفق عليه. واللفظ لمسلم (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٢) حديث صحيح متفق عليه. واللفظ لمسلم (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٣) حديث صحيح. رواه مسلم ١/ ١٩٦.
(٤) رواه البخاري ٣/ ١٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>