للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لكن أبا بكر لا يقول: كذبت]

أبو بكر الصديق نبع الصدق .. خير من يعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. في صباه وبعد نبوته .. سمع بالخير .. فجاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -. وقال: له: (أشهد أنك رسول الله) (١).

[قريش تطلب الدليل]

للتعجيز .. لإثبات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يكذب ولو لمرة واحدة يلوثون بها تاريخه النقي كأنهار الجنة .. طلبت قريش دليلًا على ما يقوله - صلى الله عليه وسلم .. فأخبرهم بقافلتهم القادمة ووصفها لهم. لكن هذا الأمر يتطلب الانتظار .. فليصف بيت المقدس فهو لم يره قط. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لنقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء. فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي. وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم "يعنى نفسه" فحانت الصلاة فأممتهم) (٢) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (لما كذبتني قريش قمت في الحجر .. فجلا الله لي بيت المقدس .. فطفقت


(١) حديث صحيح رواه البيهقي والبزار (١/ ٣٥) وقال البيهقي: إسنادُهُ صحيحٌ وليس كما قال، بل فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وهو صدوق في نفسه إلا أنه كما قال الحافظ: يهم كثيرًا، التقريب (١/ ٥٤)، وضعفه ليس بالشديد وله شاهد صحيح عند أبي يعلى (٧/ ١٢٦)
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم (الإيمان- ذكر المسيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>