للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (١).

هذه الآيات نزلت .. ونزل غيرها فيما بعد تبشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن له أتباعًا لا يراهم ولا يسمعهم .. ليسوا من الملائكة .. ولا من البشر .. بل هم من الجن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)} (٢).

ومحمَّد - صلى الله عليه وسلم - نبي للإنس والجن، وقد أمره الله بأن يلتقي بوفد من الجن .. في ليلة بحث الصحابة فيها عن حبيبهم - صلى الله عليه وسلم - فلم يجدوه .. ووجدوا الحزن والخوف في كل مكان يفتشونه .. في كل مكان يقصدونه .. حتى ظنوا أن أيدي المشركين تخطفته وفتكت به .. تلك ليلة كالحداد .. تحدث عنها ابن مسعود فقال:

(كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة .. ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب .. فقيل: أستطير؟! اغتيل.

فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. فقلنا:

فقدناك فطلبناك، فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معهم فقرأت عليهم القرآن.


(١) سورة الأحقاف: الآيات ٢٩ - ٣٢.
(٢) سورة الذاريات: الآيات ٥٦ - ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>