للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسأل عن رسول الله، فلقينا رجلًا بالأبطح. فقلنا: هل تدلنا على محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب؟ فقال: فهل تعرفانه إن رأيتماه؟ فقلنا: لا والله ما نعرفه -ولم نكن رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب؟ فقلنا: نعم. وقد كنا نعرفه، كان يختلف إلينا بالتجارة- فقال: فإذا دخلتما المسجد فانظرا العباس، فهو الرجل الذي معه. فدخلنا المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعباس ناحية المسجد جالسين، فسلمنا، ثم جلسنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال العباس: نعم. هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك. فوالله ما أنسى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الشاعر؟ قال العباس: نعم. فقال له البراء: يا رسول الله إني قد كنت رأيت في سفري هذا رأيًا، وقد أحببت أن أسألك عنه لتخبرني عما صنعت فيه. قال - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟ " قال البراء: رأيت أن أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد كنت على قبلة. لو صبرت عليها. فرجع إلى قبلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١) .. ورجع هو ومن معه إلى رحال قومهم ..

وفي أواخر أيام الحج هذه تجهز الأنصار لموعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السرِّي في ليلة:

[العقبة الثانية]

يقول كعب بن مالك:

(وقد واعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقبة أوسط أيام التشريق، ونحن سبعون رجلًا للبيعة، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام "أبو جابر" وإنه لعلى


(١) انظر تخريجه في الحديث التالي فهو جزء منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>