للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله- صلى الله عليه وسلم - نائم على فراشه وكانوا ينتظرون خروجه .. وللتأكد كانوا يرمونه بالحجارة فلا يتحرك .. ثم أمر- صلى الله عليه وسلم - عليًا أن يرقد في فراشه فكانت هذه القصة التي يرويها ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن عم علي رضي الله عنهم حيث يقول:

(شرى عليٌّ نفسه، ولبس ثوب النبي- صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألبسه بردة، وكانت قريش، تريد أن تقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعلوا يرمون عليًا ويرونه النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد لبس برده، وجعل علي رضي الله عنه يتضور، -فنظروا- فإذا هو علي فقالوا:

إنك للئيم، إنك لتتضور وكان صاحبك لا يتضور، ولقد استنكرناه منك) (١) (فسألوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرهم أنه لا علم له به، فعلموا عند ذلك أنه خرج، فركبوا في كل وجه يطلبونه، وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم، ويُجعلون لهم الجُعل العظيم (٢). وأتوا على ثور الذي فيه الغار، الذي فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، حتى طلعوا فوقه، وسمع النبي-صلى الله عليه وسلم- أصواتهم، فأشفق (٣) أبو بكر عند ذلك، أقبل على الهم والخوف، فعند ذلك قال له النبي-صلى الله عليه وسلم-:


(١) سنده حسن. رواه الحاكم (٣/ ٤) وأبو داود الطيالسى وأحمدُ (٢٣/ ١١٨) كلهم من طريق أبي عوانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس واسم أبي عوانة: الوضاح وهو ثقة ثبت التقريب (٢/ ٣٣١) وشيخه حسن الحديث فهو صدوق ربما أخطأ وليس هناك من لا يخطىء، التقريب (٢/ ٤٠٢) وهو تابعي صغير، أما عمرو بن ميمون فهو ثقة مخضرم مشهور. التقريب (٢/ ٨٠) وقد مر معنا قبل قليل.
(٢) أي جائزة عظيمة مقابل ذلك.
(٣) أي خاف، ومعروف خوف أبي بكر وأنه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولًا وأخيرًا كما مر معنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>