للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر فلم يرهما أحد من الأنصار .. لم يرهما أحد من المهاجرين .. ولا حتى من المشركين عابدي الأوثان .. لكن يهوديًا رآهما .. كان فوق حصن قومه .. واليهود أناس لا يعيشون إلا في حصون أو حاراتٍ مغلقةٍ عليهم وما زال جزء منهم كذلك إلى أيامنا هذه .. ربما كانوا يعتقدون أنهم أبناء الله وأن بقية البشر لا يستحقون شرف الاتصال بهم .. سندع اليهود وما يعتقدون لنتابع موقف ذلك اليهودي مما رأى .. ماذا فعل .. وماذا جرى للأنصار بعد ذلك .. وهل دخل - صلى الله عليه وسلم - المدينة أم تريث أم .. ؟

[ماذا حدث .. ماذا حدث]

لم يتجه - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مباشرة .. هل خاف من يهود؟ هل كان خائفًا من شيء .. لا .. لكنه مال بخط سيره نحو مكان قريب من المدينة يسمى (قباء) ونزل على أناسٍ من الأنصار يقال لهم (بنو عمرو بن عوف) وهذه هي القصة:

(سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة .. فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أُطم (١) من آطامهم لأمر ينظر فيه، فبصر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مبيضين (٢) يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب .. هذا جدكم (٣) الذي تنتظرون.


(١) الأطم: هو الحصن.
(٢) أي عليهم الثياب البيض التي كساهم إياها الزبير.
(٣) أي حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعونه (السيرة الشامية ٣/ ٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>