للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الله يعلم أن قلبي يحبكن") (١) يا لهذا النبي ما أعظمه .. وما أبسطه وما أرق مشاعره .. التي يعلنها للصغير وللكبير في البيوت وعلى الطرقات .. بل إنه يعلن حبه حتى على الجبال القاسية من حوله .. يمر- صلى الله عليه وسلم - من عند جبل أُحد بالمدينة فيقول: (هذا جبل يحبنا ونحبه) (٢) نبي الله يحب المدينة وأهلها .. والمدينة وأهلها .. أشجارها وجبالها يحبون الله ورسوله .. الكرم يسيل .. والدماء تسيل فرحًا به - صلى الله عليه وسلم - يقول أحدهم: (لما قدم - صلى الله عليه وسلم - المدينة نحرتُ جزورًا) (٣).

ويواصل موكب الحب مسيره في شوارع المدينة وسط مهرجان من السعادة .. زحامٌ من البهجة يحيط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. اشتد الزحام (فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان والخدم في الطرقات ينادون:

يا محمد .. يا رسول الله .. يا محمد .. يا رسول الله) (٤).

في المدينة كانت القلوب بيوتًا .. وكانت البيوت قلوبًا .. كانت الأيدي تمتد إلى الزمام .. والعيون البراقة شاخصة تحتضنه وتعانقه .. تحاول الارتواء منه فتزداد عطشًا ولهفةً .. وتواصل الركض والنداء حتى ..


(١) سنده صحيح. رواه البيهقي (٢/ ٥٠٨) وابن ماجة (الصحيح ١/ ٣٢٠) واللفظ للبيهقي عدا ما بين المعقوفتين فلابن ماجة ... وسنده هو: عيسى بن يونس، عن عوف الأعرابي، عن ثمامة عن أنس .. وعيسى ثقة. انظر التقريب (٢/ ١٠٣) وعوف بن أبي جميلة ثقة أيضًا. التقريب (٢/ ٨٩) وثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك تابعي ثقة روى عن جده.
(٢) حديث رواه البخاري (٢٨٨٩).
(٣) سنده صحيح. رواه أحمد (الفتح الرباني ٢٠/ ٢٩١) حدثنا وكيع، حدثنا شعبة عن محارب ابن دثار عن جابر ... وهذا سند كالذهب كله أئمة ثقات لا يسأل عنهم وهو متصل.
(٤) حديث صحيح. رواه مسلم (كتاب الزهد- حديث الهجرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>