للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لماذا هذه العداوة .. لماذا هذا الفتور والإحباط؟ .. إنها العنصرية. فهذا الرجلان يمثلان خطًا يسلكه معظم اليهود .. اليهود المغضوب عليهم .. وقد غضب الله عليهم لأنهم يعرفون الحق وينكرونه .. جاءهم عيسى فأنكروه بل حاولوا قتله .. وها هو محمد - صلى الله عليه وسلم -بين أيديهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لكنهم يرفضونه .. إن محمدًا عربي ليس من أبناء إسرائيل .. ليس من سلالة يهود إذًا فهو مرفوض وكما رفض حيي بن أخطب وأخوه الدخول في الإسلام فقد عاند وكابر يهودي آخر مثلهما تنصل من كل وعوده السابقة لليهود ولأهل المدينة فما هي وعوده السابقة .. وكيف تنصل منها؟ تلك قصة حضرها طفل مضطجع بفناء أهله .. حفظها لنا ثم قصها علينا بعد قدوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة.

[يوشع يرفض الإسلام]

يقول سلمة بن سلام بن وقش:

(كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل .. فخرج علينا يومًا من بيته حتى وقف علي بني عبد الأشهل -وأنا يومئذ أحدث من فيه سنًا علىَّ فروة لي مضطجع فيها بفناء أهلي (١) - فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار .. فقال ذلك لقوم أهل شرك، أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان .. أوترى هذا كائنًا، أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟


= وهو جد عبد الله بن أبي بكر ... واسمه محمد بن عمرو بن حزم وله رؤية وليس له سماع إلا من الصحابة (التقريب٢/ ١٩٥) وحفيده تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين (١/ ٤٠٥ التقريب) وله شاهد عن الزهري عند البيهقي (٢/ ٥٣٢).
(١) المتكلم هو سلمة بن سلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>