للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون الحذر دائمًا .. وفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة لأتباعه لذلك صار:

السلاح صباحًا .. السلاح مساءً

يقول أبي بن كعب:

(لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المدينة .. وآوتهم الأنصار .. رمتهم العرب عن قوس واحدة .. وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح .. ولا يصبحون إلا فيه .. فقالوا:

ترون أنا نعيش حتى نبيت مطمئنين لا نخاف إلا الله عَزَّ وَجَلَّ؟) (١).

سؤال يرتعش خوفًا من هذه الجموع التي اتجهت بخيلها ورجلها ورماحها وأوثانها نحو مدينة التوحيد الوحيدة .. سؤال مُثقل بحمل السلاح والخوف .. ونزلت الإجابة وحيًا .. قرآنًا وبشرى .. نزل الوحي يحمل الأرض ... كل الأرض .. والدنيا .. كل الدنيا مشرعة الأبواب لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يقول أبي ابن كعب:

(فنزلت: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ


(١) سنده حسن. رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ٦/ ٥٨) والبيهقيُّ في الدلائل (٣/ ٦) واللفظ له: ... أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبى، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب: وأبو العالية تابعي ثقة (التقريب ١/ ٢٥٢) وتلميذه حسن الحديث إذا لم يخالف (التقريب ١/ ٢٤٣) والحسين ثقة من رجال مسلم (التقريب ١/ ١٨٠) وابنه حسن الحديث (السابق ٢/ ٣٥) وأحمدُ بن سعيد ثقة حافظ (التقريب ١/ ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>