للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس) (١).

بل إن البراء رضى الله عنه كان أحد المتسائلين .. هو نفسه يقول: (وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم .. فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}) (٢) وهو أرحم من أن يخذل من قصده وأناخ رحله وقلبه ببابه .. ولعل تلك التساؤلات بدأت بُعيد الصلاة .. وبدت المدينة مشغولة بهذا الحدث الكبير ... فتأخر وصول الخبر إلى أهل قباء ومسجد قباء .. فـ (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها .. وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة) (٣).

كما استدار أصحابهم في المدينة .. كما امتثل إخوانهم هناك خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

أما اليهود فقد استدارت قلوبهم عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعن قبلته الجديدة .. وتطايرت من حصونهم وألسنتهم ألفاظ الاستهجان والاحتجاج .. ها هم يجوبون شوارع المدينة - في سفاهة وسماجة يقولون:

(ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها .. فأنزل الله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}) (٤) لله المشرق والمغرب ولا شيء


(١) حديث صحيح. وهو جزء من حديث ابن إسحاق السابق.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٠).
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٠٣) ومسلمٌ من حديث ابن عمر (المساجد ١٣).
(٤) سنده صحيح. وهو جزء من حديث ابن إسحاق السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>