للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زعمت عاتكة أن الراكب قال: اخرجوا في ليلتين أو ثلاث .. فلو قد مضت هذه الثلاث تبينت لقريش كذبكم وكتبنا سجلًا .. ثم علقنا بالكعبة أنكم أكذب بيت في العرب رجلًا وامرأة) (١).

يقول العباس [فوالله ما كان إليه مني من كبير إلا أني أنكرت ما قالت فقلت: ما رأت شيئًا ولا سمعت هذا .. فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد الطلب إلا أتتني فقلن:

أصبرتم لهذا الفاسق (٢) الخبيث أن يقع في رجالكم .. ثم تناول النساء وأنت تسمع فلم يكن عندك في ذلك غيرة .. فقلت:

قد والله صدقتن وما كان عندي في ذلك من غيرة إلا أني قد أنكرت ما قال .. فإن عاد (٣) لأكفينه ..

فقعدت في اليوم الثالث أتعرضه ليقول شيئًا فأشاتمه .. فوالله إني لمقبل نحوه .. وكان رجلًا حديد الوجه .. حديد النظر .. حديد اللسان .. إذ ولى نحو باب المسجد يشتد .. فقلت -في نفسي-: اللَّهم العنه كلَّ هذا فرقًا (٤) أن أشاتمه .. وإذا هو قد سمع ما لم أسمع: صوت ضمضم بن عمرو وهو واقف على بعيره بالأبطح .. قد حول رحله وشق قميصه وجدع بعيره (٥) يقول:


(١) انظر تخريجه في نهاية القصة.
(٢) المقصود هو أبو جهل.
(٣) المقصود هو أبو جهل.
(٤) خوفًا.
(٥) أى قطع أنفه تعبيرًا عن هول الكارثة التي حلت بقريش.

<<  <  ج: ص:  >  >>