للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يحملك على قول بخٍ. .. بخٍ؟

قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال - صلى الله عليه وسلم -: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن) (١).

ما هذا الرجل ومن هو .. يبشره - صلى الله عليه وسلم - بالجنة فيأكل تمرًا .. سنعرف بعد قليل .. فلنعد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث لا تمر في كفيه .. لكن كفه كانت مليئة بشيء غير التمر .. شيء لا يؤكل.

فما هو هذا الشيء وماذا يريد أن يفعل به؟.

لقد (أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ كفًا من الحصى بيده، ثم خرج فاستقبل القوم، فقال:

[شاهت الوجوه]

تم نفحهم بها، ثم قال لأصحابه: احملوا) (٢).

انطلق الصحابة كالسهام .. كالموت .. ونظر صاحب التمرات إلى تمراته ثم قال:

(لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل) (٣) قتل شهيدًا رضي الله عنه وأرضاه .. هذا الشهيد أنصاري يدعى: عمير بن الحمام.


(١) حديث صحيح. رواه مسلم وأحمدُ (سيرة ابن كثير ٢/ ٤٢١).
(٢) سنده قوي. رواه الأموي (ابن كثير ٢/ ٤٣٤) حدثنا أبي حدثنا ابن إسحاق حدثني الزهريّ عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير .. وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه التابعيّ الإمام الثقة الزهري، وشيخ الزهريّ صحابي رضي الله عنه، والأموي وولداه ثقتان.
(٣) هو باقي حديث مسلم السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>