للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنت ابن عمه .. لعل أحدها كونه معدمًا لا يملك ما يقدمه مهرًا لهذه الوردة الطاهرة .. وهي التي تستحق الكثير الكثير .. لكن كيف أصبح علي معدمًا وهو يملك شارفين من غنائم بدر .. ؟ لقد ذهب كل شيء .. واختفت الناقتان .. ذهبتا مع الريح والخمر .. وبقي علي وحيدًا يملؤه الهم .. وتفيض عيناه من الحزن .. لقد رأى شيئًا مكدرًا .. رأى ناقتيه قد بقرت بطونها وسال دمهما واقتطعت أسنمتهما وهو لم يرتكب خطأ في حق أحد .. والذي زاد في حزن علي وكدره أن الذي فعل ذلك بمهر فاطمة كان عمه وعمها حمزة بن عبد المطلب .. ذلك الأسد الهصور والفاتك الجسور .. لقد شق بطني الناقتين وقطع سناميها وانتزع كبديهما .. فـ:

[هل وقع شجار بين حمزة وعلي]

هذا ما سنعرفه من علي نفسه حيث يقول: (كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعدت رجلًا صواغًا من بني "قينقاع" يرتحل معي، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين (١) فأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعًا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، وجمعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذت من أكبادهما، فلم أملك عينيَّ حِين رأيت ذلك المنظر منهما، قلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن


(١) الذين يعملون في صياغة الذهب والفضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>