للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النبي (صلى الله عليه وسلم) يأمر بالانتفاع بالخمر]

وبيعها بعد تلك الأحداث التي تسببت فيها الخمرة .. وبعد ذلك النكد الذي أحدثته -قام - صلى الله عليه وسلم- على منبره .. يخاطب أصحابه وهو يتوجس أمرًا سيحدث في المستقبل .. يقول أحد الصحابة وهو أبو سعيد الخدريّ:

(سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بالمدينة، قال: يا أيها الناس .. إن الله تعالى يعرض بالخمر، ولعل الله سينزل فيها أمرًا، فمن كان عنده منها شيء فليبعه، ولينتفع به) (١).

كان للخمر تأثير على مهر فاطمة .. وكان للخمر تأثير أشد على بيت أنس بن مالك .. لقد فرق بين أمه وأبيه .. بل لقد فرق بين أبيه والمدينة .. فبعد نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (٢)، وبعد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك أحس مالك بن النضر والد أنس بضيق الإِسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من الخمر .. وهو مدمن خمر لا يصبر عنها - لم يحرم الإِسلام الخمر حتى الآن .. لكن مالك لا يشعر بالتفاؤل تجاه هذا الموضوع .. ولذلك استدعى زوجته "أم سليم بنت ملحان" وهي أم أنس .. وصارحها بما في نفسه .. وأنه يرفض تحريم الخمر إن حرم .. وأن حبّه للسكر أكثر من حبه لزوجته وابنه الوحيد الصغير أنس .. لكن الله لم يترك أم سليم ولا ابنها .. فالله أرحم بالمؤمنين من أنفسهم .. هذه هى قصة أم سليم مع الخمر وزوجها .. يقصّها ابنها أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول:


(١) حديث صحيح رواه مسلم (١٥٧٨) تحريم بيع الخمر.
(٢) سورة النساء: الآية ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>