للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الانتظار والترقّب .. قدم المطعم عرضه فقبل وحشي القيام بهذه المهمة من أجل الحرية .. والحرية فقط .. فوحشي ليس بينه وبن المسلمين أي عداء .. عدوّه الوحيد هو الرق .. أمّا أبو سفيان فربما أخرجته للمعركة زعامته الجديدة لقريش بعد هلاك الطواغيت السبعة ومصرعهم على ساحة بدر .. وربما حرضته على ذلك زوجته هند التي كانت تتحرق للثأر .. بعد هلاك أبيها وعمّها وأخيها على يد حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم .. ومن الأشياء التي يفتقدها الجيش الوثني: حب الموت والاستبشار بالشهادة .. فهم يحرصون على الحياة كحرص المؤمنين على الشهادة .. وهذا الشىء هو سرّ تحطّم أعتى الجيوش على أيدي المؤمنين ..

ومن الأشياء التي يفتقدها جيش قريش: النظام .. فمن الصعب جدًا أن تسيطر على جيش يبحث كل فرد فيه عن فرد ضمن جيش آخر .. هناك تشتّت في الاتجاه والهدف .. وهذا ما حرص - صلى الله عليه وسلم - على إبعاده عندما قال للرماة:

(إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) (١).

واقتربت المعركة بين جيشين: جيش قوي .. وجيش ذكى .. فكانت:

[البداية دعاء]

بدأ - صلى الله عليه وسلم - كعادته .. بالدعاء .. لقد (قال يوم أُحد: اللهمّ إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض) (٢) .. فمن أجل عبادة الله وحده لا شريك خرج - صلى الله عليه وسلم -


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٣٠٣٩).
(٢) حديث صحيح رواه مسلم (١٧٤٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>