للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أُحُد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيفين، ويقول: أنا أسد الله) (١) .. كان حمزة يحزّ الرقاب .. ويذل الطغاة .. فهم يتساقطون أمامه .. لا شيء يصمد في وجهه .. لم يترك فرصة لأحد كى ينال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ولم يترك فرصة لأحد لينال منه .. حتى ذلك البعيد عنه .. الذي لم يشترك في القتال .. ولم يحمل سيفًا للدفاع حتى عن نفسه .. ذلك الأسمر الذي يراقب حمزة وحربته بيده لم يجد -حتى الآن- فرصة للإجهاز عليه .. وهو لا يجسر على اقتحام أهوال حمزة وجحيمه .. إنه يقول: إنني (انظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس كأنه الجمل الأورق يهدّ الناس بسيفه هدًّا .. ما يقوم له شيء) (٢)، وما يجرؤ أحد من قريش على التصدّي لهذا الحتف الذي يصرخ: أنا أسد الله.

لقد فرّق حمزة والأسود معه جمع قريش ومزّقوهم .. إنهم يهربون ينهزمون خلف الصخور ووراء الجبال .. ها هو الزبير يلاحق فلولهم


(١) سنده صحيح رواه: البيهقي، حدثنا أبو عبد الله، حدثنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، حدثنا محمَّد بن شاذان الجوهري، حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن سعد: أبو عبد الله هو الحاكم، وشيخه محمَّد بن بالويه هو أبو علي كما جاء في ترجمته في تاريخ بغداد (١/ ٢٨٢) والصواب أبو بكر: وقد أورد الحافظ البغدادي عن الحاكم تاريخ وفاته وقال فيه البرقاني: ثقة، وشيخه ثقة من رجال التقريب (٢/ ١٦٩) وشيخه معاوية بن عمرو بن المهلب .. ثقة من شيوخ البخاري -التهذيب (١٠/ ٢١٥) والتقريب (٢/ ٢٦٠) وإبراهيم بن محمَّد الفزاري ثقة حافظ من رجال الشيخين- التقريب (١/ ٤١) وعمير بن إسحاق تابعي قال الحافظ: مقبول .. والصواب أنه: ثقة لأن قول ابن معين: ليس شيء يعني أنه قليل الحديث .. ثم إن ابن معين قال عنه: ثقة. انظر: (قواعد في علوم الجرح للتهانوي - ٢٦٣) وقال النسائي: ليس به بأس- ولم يورده العقيلي إلا أنه لم يرو عنه إلا واحد.
(٢) سنده صحيح رواه ابن إسحاق (ابن كثير-٣/ ٣٥) وقد مر معنا عند الكلام على وحشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>