للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الجنّة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه، فقال: من يردّهم عنّا وله الجنّة أو هو رفيقي في الجنّة، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا) (١) يعني الأنصار .. لكن الأنصار كانوا حضورًا غامرًا .. مفعمًا بالحب والفداء .. يصنعون الأحداث .. فيتحدث التاريخ وفاءً.

لقد التحق بالأنصار الشهداء شهداءٌ آخرون .. فزاد مجد الأنصار وفخرهم على أرض أُحُد .. يقول أحد الأنصار كأنه يكمل حديث أنس السابق:

(لما كان يوم أحد وولّى الناس، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية "في اثني عشر رجلًا. منهم طلحة"، فأدركهم المشركون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من للقوم؟ "قال طلحة: أنا. قال - صلى الله عليه وسلم -: كما أنت"، فقال رجل: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: أنت، فقاتل حتى قتل. ثم التفت فإذا المشركون، فقال - صلى الله عليه وسلم -: من لهم؟ "قال طلحة: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: كما أنت". فقال رجل من الأنصار: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: أنت، فقاتل حتى قتل ..

فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، "فقال - صلى الله عليه وسلم -: من للقوم؟ قال طلحة: أنا" فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه، فقال حسّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قلت: باسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، ثم ردّ الله المشركين) (٢) الذين سمعوا بمكانه - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق معه - صلى الله عليه وسلم -


(١) حديث صحيح رواه مسلم (الجهاد- غزوة أحد).
(٢) حديثٌ حسنٌ بما قبله عدا ما بين الأقواس الصغيرة وسنده فيه ضعف، لأنه من رواية أبي الزبير عن جابر وهو مدلس ولم يصرح بالسماع من جابر هنا والرواية عند النسائي- (٦/ ٣٠) والطبرانيُّ (٨/ ٣٠٤) والحاكم (٤/ ٥٧٠) ولآخر الحديث شواهد ضعيفة تقويه =

<<  <  ج: ص:  >  >>