للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنزل الله: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا، لقول معتب) (١) والآيات التي نزلت في هذا المنافق المدعو: معتب بن قشير وبقايا المنافقين الذين أبقاهم الخوف .. وأفصح عن نفاقهم الخوف .. هذه الآيات هي قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (٢)، أما أولئك الذين لاذوا بالفرار بعد نزول الرماة وحدوث الانتكاسة، فقد تاب الله عليهم وعفى عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (٣).

أمّا على أرض المعركة الآن .. فهذا أنس يقول: (ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمِّرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم) (٤). أمّا عمر بن الخطاب فيحدّثنا عن امرأة عظيمة أخرى هي "أم سليط"، فيقول: (إنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد) (٥).


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق (تفسير ابن كثير-٢/ ١٢٦): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير وهذا السند صحيح مر معنا وسوف يمر معنا إن شاء الله ... ويحيى ووالده تابعيان ثقتان.
(٢) سورة آل عمران: الآية ١٥٤.
(٣) سورة آل عمران: الآية ١٥٥.
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٣٨١١).
(٥) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>