للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شق، ثم طهر وغسل، ثم أعيد كما كان. قالت: هذا والله خير فأبشر) (١).

عندها علم أنه سيكون نبي هذه الأمة يقينًا من الله .. لقد قال -صلى الله عليه وسلم- يومًا والصحابة حوله يبتهجون به وبأحاديثه: (ما علمت ذلك -أي أنه نبي- حتى أتاني ملكان ببعض بطحاء مكة، فقال أحدهما: أهو هو؟ قال: نعم. قال: زنه برجل. فرجحته. قال: فزنه بعشرة، فوزنني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة، فوزنني بمائة، فوزنتهم. ثم قال: زنه بألف، فرجحتهم. فقال أحدهما للآخر: لو وزنته بأمته لرجحها، ثم قال أحدهما لصاحبه: شق بطنه. فشق بطني، ثم أخرج منه فعم الشيطان، وعلق الدم فطرحها، فقال أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء، فاغسل قلبه غسل الملائم، ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهره بيضاء، فأدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه، فخاط بطني، وجعلا الخاتم بين كتفي، فما هو إلا أن وَلَّيَا عني كأنما أعاين الأمر معاينة) (٢).


(١) حديثٌ حسنٌ بالشواهد، له سندان مرسلان، أرسلها عروة والزهرى، لكن يشهد له ما بعده.
(٢) حديثٌ حسنٌ بما قبله، رواه ابن عساكر (سيرة ابن كثير ١/ ٢٣٠) والبزار. انظر مجمع الزوائد (٨/ ٢٥٥) وهذا سنده: جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشى، أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، سمعت عروة بن الزبير يحدث عن أبي ذر الغفاري قال: ... وجعفر ثقة، لكن شيخه عمر مجهول الحال سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٧) ويقويه ما عند أبي داود الطيالسي بسند فيه جهالة. انظر (منحة المعبود ٢/ ٨٦) ثم وجدت في دلائل أبي نعيم أن الراوي عن عروة هو ابنه عثمان وهو ثقة، وقد روى الحديث عن جعفر فيكون قد تابع عمر بن عبد الله، وهذا ما يدل عليه قول صاحب المجمع بعد أن تكلم عن جعفر: وبقية رجاله ثقات، وهو لم ينتقد من السند سوى جعفرًا وهو كما علمت ثقة كما قاله الإمام أحمد، انظر كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وقد عزاه صاحب السيرة الشامية إلى الحارث بن أبى أسامة. انظر: سبل الهدى والرشاد (٢/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>