للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وما بعدها) (١). زخّات من النعيم أمطرتها تلك الكلمات على قلوب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فحفرت فيها الأخاديد والشقوق .. حسرة على ما فاتهم في هذا اليوم من لذّة الحديث إلى أحبّ حبيب .. لذّة الاستماع إلى الله ..

إن الإنسان ليعرف من حال العاشق حالة من الذهول عن كل ما يحيط به عند لقاء المحبوب.

فليت شعري من يصف مشاعر من يتحدث إلى أحب حبيب وأعظم محبوب .. ؟

تمنى فرسان أحد وهم يغادرون تلك المقابر الطيبة .. تمنوا لو كانوا فيها .. بين أولئك المسافرين في النعيم ..

وتمنى - صلى الله عليه وسلم - لو كان مجندلًا على أرض أحد لينعم بلقاء اليوم .. تحدث - صلى الله عليه وسلم - بذلك وباح به لأصحابه .. فازداد شوقهم وحنينهم إلى الله وإلى الجنّة وإلى هذا الحبيب الذي يبوح بمشاعره .. ويقول:

(أما والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بحضن الجبل -يعني سفح الجبل) (٢)، يقول جابر رضي الله عنه أنه قصد: ليتني (قتلت معهم) (٣).


(١) حديث صحيح بما قبله: رواه ابن إسحاق ومن طريقه أحمد (١/ ٢٦٥ - ٢٦٦) وابن جرير في التفسير (٣/ ٥١٣): حدثنا إسماعيل بن أبي أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس وهذا السند صحيح لولا عنعنة أبي الزبير .. وقد دلس أبو الزبير اسم شيخه الذي صرح به في الرواية لابن إسحاق عند أبي داود (٢٥٢٠) والحاكم (٢/ ٨٨) وهو الإمام المجاهد سعيد ابن جبير .. كما أن للحديث شاهدًا سنده حسن عند ابن جرير (٣/ ٥١٣).
(٢) سنده صحيح رواه إسحاق ومن طريقه: أحمد (٣/ ٣٧٥) والحاكم (٢/ ٨٦) (٣/ ٣٠) حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه .. وهذا سند صحيح .. عاصم ثقة عالم بالمغازي: التقريب (١/ ٣٨٥) وعبد الرحمن تابعي ثقة (٤٧٥).
(٣) هو الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>