للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تتمادى البراءة فيتمادى الحب]

وتتّسع الرحمة .. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه المرة لا يذهب إلى المسجد وحده .. بل يحمل حفيده معه وهو يعلم ما قد يفعل الطفل أثناء الصلاة .. أحد الذين رأوا ورووا تلك القصة المفعمة بالطفولة والعبادة يتحدّث إلينا .. صحابي اسمه شداد يقول: (خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا (١)، فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فسجد بين ظهراني صلاته سجدةً أطالها.

فرفعت رأسي، وإذا بالصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك. قال - صلى الله عليه وسلم -: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته) (٢)، إنها رحمة يشعر بها - صلى الله عليه وسلم - ويجعل أصحابه يشعرون بها .. تقول عائشة رضي الله عنها: (جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تقبّلون الصبيان؟ فما نقبلهم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَوَ أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) (٣).

و (قبَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم) (٤).


(١) أو حسينًا كما جاء في النص وفعلت ذلك من أجل السياق.
(٢) حديث صحيح رواه أحمد (٣/ ٤٩٣) والنسائيُّ (صحيح الألباني-١/ ٢٤٦).
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٥٩٩٨).
(٤) حديث صحيح، رواه البخاري (٥٩٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>