للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الاغتيال لم يكن باجتهاد فردي .. لم يقم به أحد من أصحابه حماسًا وتطوعًا .. وهم قادرون على أكثر من ذلك .. إنها دماء لا يجوز الخوض فيها دون الرجوع إلى النبي -الإِمام- النص .. وإلا فإنها ضرب من التهور غير المبرر.

لم يكن عبد الله بن أنيس وحده الذي يبعث في سرية مكوّنة من فرد واحد .. كان هناك من ينافسه .. رجل شديد البأس .. قويّ البنية .. جسور لا يهاب الموت .. يعشق الشهادة .. كان - صلى الله عليه وسلم - يبعثه إلى أعماق قريش .. يتغلغل فيها .. لا ليقتل .. بل لينقذ .. ليخلص بعض أولئك المستضعفين في مكة الذي أبقاهم ذووهم في مكة .. وقهروهم ومنعوهم من الهجرة .. فكانت تلك المهمات:


= الإمام الألباني في ضعيف أبي داود (١٢٣) وسنده عند أحمد وأبي داود محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن جعفر عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه. لكن ابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه الثقة عند أحمد (٣/ ٤٩٦) فتبقى مشكلة ابن عبد الله بن أنيس .. وعند رجوعنا إلى التقريب نجد أن الحافظ قال: إن اسمه: ضمرة أو عمرو .. أو دون اسم .. ولكن عندما نرجع إلى سنن البيهقي (٣/ ٢٥٦) نجد أنه قد سماه بـ عبيد الله .. وهو الأصوب والأصح للتصريح من تلميذه باسمه ..
لكن معرفتنا باسمه لا تفي بالغرض .. فالرجل تابعي لكنه لم يوثق فحديثه يحتاج إلى شاهد أو متابعة وقد وجدت هذه المتابعة والشاهد عند الطبراني. حدثنا مصعب بن إبراهيم، حدثني أبي، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمَّد بن كعب القرظي، قال، قال عبد الله بن أنيس .. وفي هذا السند خطأ فالصواب يزيد بن عبد الملك بن الهاد وهو تابعي ثقة وكذلك محمَّد بن كعب القرظي وسائر رجال السند ثقات وهو متصل انظر: التقريب (١/ ٣٤ - ٥١٢) (٢/ ٢٠٣ - ٣٦٧) وشيخ الطبراني ثقة انظر: مجمع البحرين (٣/ ١٥٥) ورواية الدراوردي ليست عن عبيد الله العمري.
فالسند حسن والحديث صحيح بالسندين والزيادات بين المعقوفين من رواية الطبراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>