للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أين هذا الهراء من قول عائشة رضي الله عنها: (كنت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبيت في الشعار الواحد (١)، وأنا طامث حائض، فإن أصابه مني شيء غسل مكانه، لم يعدُهُ (٢)، وصلّى فيه، ثم يعود، فإن أصابه منه فعل مثل ذلك غسل مكانه لم يعدُهُ، وصلّى فيه) (٣).

بل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصرّ على أن تأكل عائشة وتشرب قبله وهي حائض بل يقسم عليها .. ثم يقوم بحركة تتوهج منها الرقة والحب .. حركة تدخل السرور إلى قلبها ونفسها .. لقد جاء رجل فسأل عائشة رضي الله عنها: (هل تأكل المرأة مع زوجها وهي طامث؟ قالت: نعم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوني فآكل معه وأنا عارك، كان يأخذ العَرْقَ (٤)، فيقسم علىّ فيه، فأعترق منه (٥)، ثم أضعه، فيأخذه، فيتعرق منه، ويضع فمه حيث وضعت فمي من العرق، ويدعو بالشراب، فيقسم عليّ فيه من قبل أن يشرب منه، فآخذه فأشرب منه، ثم أضعه، فيأخذه فيشرب منه، ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح) (٦)، أين هذا من دين اليهود والنصارى الذي يعاملون المرأة كمخلوق من الدرجة العاشرة .. مخلوق نجس .. أنجس من النجاسة نفسها .. كل شيء تلمسه يتنجس .. كل شيء يلمسها يتنجس .. كل من لمس شيئًا لمسته ينجس .. أي أن المرأة لا يمكن أن تبقى في المنزل وإلاّ أصبح المنزل نجسًا ملوّثًا تجوبه الآثام والشياطين .. لا بدّ من وضع النساء اليهوديات والنصرانيات في زرائب خاصة نجسة .. حتى ينقطع دم الحيض عنهن ..


(١) أي الثوب الذي يلاصق الجسم مباشرة.
(٢) أي يغسل مكان الدم فقط ولا يغسل ما حوله.
(٣) حديث صحيح - انظر صحيح أبى داود (١/ ٥١) والنسائيُّ (١/ ١٢٥).
(٤) عظم في لحم.
(٥) آكل منه.
(٦) حديث صحيح .. صحيح سنن النسائي (١/ ٨٠) ورواه مسلم مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>