للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرغمه على الابتسام والضحك: (لقد كان يهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - العكة من السمن، والعكة من العسل، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه، جاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: يا رسول الله: أعط هذا ممّن متاعه، فما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يبتسم ويأمر به فيعطى، فجىء به يومًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شرب الخمر، فقال رجل: اللَّهم العنه ما أكثر ما يؤتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله) (١) .. ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في قصة مماثلة عندما قال بعض الصحابة لأحد الذين شربوا الخمر:

(أخزاك الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقولوا هكذا، ولا تعينوا الشيطان عليه، ولكن قولوا: رحمك الله) (٢).

هذا هو الحب في الله .. وهذا هو الحب في الإِسلام .. وهذه هي الرحمة عند المؤمن الذي يحب الله ورسوله .. هذه هي العلاقة الحقّة بين المؤمنين .. فـ:

تعالوا أحدّثكم عن الحب والرحمة

في قصة أشد تأثيرًا على النفوس ..

قصة قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -:


(١) سنده حسن رواه أبو يعلى (١/ ١٦١) حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر .. أسلم مخضرم وابنه ثقة وعبد الله بن نمير وابنه ثقات أما هشام فحسن الحديث إذا لم يخالف فهو صدوق له أوهام _ومن ليس له أوهام .. وهو من رجال مسلم- التقريب (٢/ ٣١٨).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٦٧٧١) والبيهقيُّ (٨/ ٣١٢) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>