للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب حزنًا

فبعد أن سمع - صلى الله عليه وسلم - رأي أقرب الناس من عائشة وأعلمهم بحالها .. خاصة أسامة وزينب وبريرة .. تحرك نحو منبره وجمع أصحابه يطلب منهم أن يعذروه .. أن ينصروه على ذلك المنافق الذي يبحث عن أي قذارة يلطخ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله وأصحابه.

تقول عائشة رضي الله عنها:

"فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه"، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فاستعذر (١) من عبد الله بن أبي سلول. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"أشيروا عليّ معشر المسلمين في قوم أبنوا (٢) أهلي، ما علمت عليهم من سوء قط، وابنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا تغيب قط إلَّا وهو معي، ولا دخل بيتي قط إلَّا وأنا شاهد".

يا معشر المسلمين .. من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلَّا خيرًا.

ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلَّا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلَّا معي.

فقام سعد بن معاذ الأنصاري (٣)، فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله (٤)،

إن كان من الأوس ضربنا عنقه،


(١) من يقوم بعذري ولا يلومني إن جازيته على فعله القبيح.
(٢) رموهم بخلق قبيح وقذفوهم بالزنا.
(٣) وهو سيد الأوس.
(٤) أي أنا أنصرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>