للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون هدايا الناس في أوقات وأبيات مختلفة .. قام هذا الحزب الطيّب بتقديم الهدايا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .. لكن متى وأين ..

[أم سلمة تهدي للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو عند عائشة]

هكذا انقلب الحال .. ومن كان له حيلة فليحتال .. وما دام الهدف هو الوصول إلى قلب الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - والمنافسة عليه .. فلا بأس بالتضحية .. ولا بأس بكتم الغيرة مؤقتًا .. فعلت ذلك أم سلمة رضي الله عنها .. لكن عائشة أدركت أهداف أم سلمة وأدركتها الغيرة .. وخافت أن تزحزحها أم سلمة عن عرض الحب الذي تنعم به .. فقامت للتصدي لأم سلمة ولمحاولاتها ولكن بطريقة أكثر انفعالًا مما فعله حزب أم سلمة .. وأشدّ قسوة مما قالته زينب .. فما الذي جرى بين أم سلمة وعائشة رضي الله عنها .. تحدثنا أم سلمة نفسها عن محاولتها وهديتها .. فتقول:

(إنها أتت بطعام في صحفة (١) لها، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فجاءت عائشة متزرة بكساء، ومعها فهر (٢)، ففلقت (٣) به الصحفة، فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة .. ويقول:

كلوا .. غارت أمكم .. كلوا .. غارت أمكم.

ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة) (٤) فانتصرت أم سلمة رضي الله عنها هذه المرة


(١) إناء.
(٢) حجر.
(٣) كسرت.
(٤) سنده صحيح رواه النسائي (٧/ ٧٠): أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أبي المتوكل عن أم سلمة .. وأبو المتوكل تابعي ثقة اسمه علي بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>