للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويحطّمون الأصنام .. هذا هو الكابوس الذي يقضّ مضجع أبي سفيان ومن معه من الوثنين .. هذا هو الخوف الذي تعيشه مكة .. لكن ماذا عن المدينة .. هناك شعور لا يختلف عن هذا الشعور .. فداخل دول الإسلام لم يكن الأمر كما يحبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته تمامًا .. كان هناك المنافقون الذين خرجوا للتوّ من هزيمة الإفك.

وهناك أيضًا اليهود الذين أغاظهم نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق .. وزاد غيظهم نصر الله لعائشة في حادثة الإفك .. فتحوّلت حصون اليهود إلى قدور ضخمة تطبخ فيها الخيانة والمؤامرات ..

[اليهود يجمعون الأحزاب]

في مؤامرة كالانتحار .. فالذي يقومون به الآن ضرب من الانتحار .. لأن فشل مؤامرتهم هذه تعني نهايتهم .. اليهود اليوم خناجر تسافر في الظلام ولا تدري من تصيب .. إن بينهم وبين قائد الدولة المسلمة عهدًا بألَّا يخونوا ولا يعتدوا ولا يتآمروا .. وإلاّ فإن مصيرهم سيكون مصير بني النضير .. لقد سامحهم - صلى الله عليه وسلم - بعد خيانتهم الأولى .. وهم الآن طامعون في تسامح آخر إن فشلوا في مؤامرتهم، يقول أحد الصحابة: (إن يهود النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير وأقرّ قريظة) (١)، وذلك بعد غزوه بدر عندما (كتبت كفار قريش بعد واقعة بدر إلى اليهود:

إنكم أهل الحلقة والحصون، وإنكم لتقاتلن صاحبنا، أو لنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء -وهي الخلاخيل- فلما بلغ


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٢٨) وأبو داود (٣٠٠٥) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>