للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتابهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أجمعت بنو النضير بالغدر، فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

اخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرًا حتى نلتقي بمكان المنصف، فيسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك، آمنّا بك، فقصّ خبرهم، فلما كان الغد، غدا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب، فحصرهم، فقال لهم: إنكم والله لا تأمنون عندي إلَّا بعهد تعاهدوني عليه.

فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا على بني قريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم.

وغدا على بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فجلت بنو النضير، واحتملوا ما أقلّت الإبل من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم وخشبها) (١)، منظر حزين يتكرّر على اليهود .. ويتباكى عليه اليهود .. وهم يجيدون التمثيل والتباكي .. لكن أكثر ما يجيدونه هو سبب التباكي .. أكثر ما يجيده اليهود هو المؤامرات والخيانات .. والطعن من الخلف .. والطعن في الظلام .. وعندما يتلقون العقاب الرادع .. تسيل أنهار الدموع والبكاء والشعر على مصيرهم البائس وكأنهم لم يفعلوا شيئًا. وبنو قريظة يستحقون مصير بي النضير .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - منحهم فرصة .. فإن فشلت مؤامرتهم فإن عقابهم سيكون مضاعفًا .. دعونا نراقب هذا الوفد اليهودي الذي سافر سرًا إلى مكة ليجتمع بأبي سفيان وقيادات المشركين هناك .. ليعرضوا عليهم مشروعًا عسكريًا يسحقون به دولة الإِسلام والتوحيد .. بعد أن فشل مشروع كعب بن الأشرف اليهودي مع قريش فتم اغتيال


(١) حديث مر معنا رواه أبو داود (٣٠٠٤) وقد صححه الإمام الألباني وانظر تعليق قوله حفظه الله هناك - غزوة بني النضير.

<<  <  ج: ص:  >  >>