للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: الله ورسوله أعلم، قد أخبرته بما كان عندك.

فذهب عني بعض ما كنت أجد. قلت: لقد صدقتِ.

فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل، ثم قال لأصحابه:

لا تضاغطوا، ثم برَّك على التنور وعلى البرمة (١).

فجعلنا نأخذ من التنور الخبز، ونأخذ اللحم من البرمة، فنثرد (٢)، ونغرف، ونقرّب إليهم. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليجلس على الصحفة (٣) سبعة أو ثمانية.

فلمّا أكلوا كشفنا التنور والبرمة، فإذا هما قد عادا إلى أملأ ما كانا، فنثرد، ونغرف، ونقرّب إليهم، فلم نزل نفعل ذلك كلّما فتحنا التنور، وكشفنا عن البرمة، وجدناها أملأ ما كانا، حتى شبع المسلمون منها "وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو"، وبقيت طائفة من الطعام، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الناس قد أصابتهم مخمصة، فكلوا، وأطعموا، فلم نزل يومنا نأكل ونطعم) (٤).

[معجزة أخرى]

تتحدّث عنها طفلة أنصارية .. نادتها أمها، ولما لبّت نداءها وضعت في طرف ثوبها تمرات .. ثم أمرتها بالتوجه نحو أبيها وخالها وهما يحفران مع


(١) أي دعا بالبركة على التنور والبرمة أي القدر.
(٢) فته ثم بله بمرق.
(٣) الإناء أو الطبق الذي يوضع فيه الطعام.
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>