للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالرجوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما يلوي أحد منهم عنقه. وكان معي ترس لي، فكانت الريح تضربه علي، وكان فيه حديد، فضربته الريح حتى وقع بعض ذلك الحديد على كفي، فأبعدها إلى الأرض) (١) وسط هذا الجو العاصف البارد .. كانت الريح معركة وحدها .. أشغلت كل إنسان بنفسه .. فصار لا يدري ما حوله ولا من حوله .. وخلال هذا الجو المخيف .. كان - صلى الله عليه وسلم - يناجي ربه الذي أنزل نصره .. وأرسل ريحه .. كان الجميع مشغولين بأنفسهم .. ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - مشغول بصلاته ودعائه .. لكن ماذا عن الجهة الأخرى من الخندق .. ماذا عن الوثنين وماذا فعلت بهم الريح ..

[الريح في معسكر الوثنيين]

النبي - صلى الله عليه وسلم - يتساءل أيضًا عن أحوالهم .. فقد هتف - صلى الله عليه وسلم - بالقلة المحيطين به ونادى بالتطوع لاكتشاف ما حل بالمشركين لكنه لم يجد مجيبًا .. ثم هتف فلم يجبه أحد .. وكرر ثالثة .. فكانت الريح والبرد هي الإجابة .. ولما رأى - صلى الله عليه وسلم - أن التطوع في هذه الساعة صعب .. أمر - صلى الله عليه وسلم - أحد الصحابة .. فنفذ ما أمره به .. هذا الصحابي .. هو ابن حسيل .. حذيفة ذلك الرجل الصالح الذي استشهد أبوه في معركة أحد بسيوف المؤمنين يحدث من


(١) سنده قوي رواه ابن جرير (تفسير ابن كثير- الأحزاب) حدثنا يونس ابن وهب، حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ..
ونافع تابعي إمام ثقة معروف، وعبيد الله ثقة ثبت مر معنا في الحديث السابق .. والراوي عنه ثقة ثبت حافظ من رجال الشيخين (التقريب- ١/ ٤٦٠) وتلميذه ثقة من رجال مسلم واسمه يونس بن عبد الأعلي بن ميسرة الصدفي (التقريب- ٢/ ٣٨٥) والحديث عند الطبراني (١٢/ ٣٦٨) والأوسط (مجمع البحرين- ٥/ ١٠٨) من طريق الدراوردي عن عبيد الله وقد توبع هنا والحديث شاهد لبعض ما قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>